1-سؤال: هل يجوز للسيده الكبيرة بالسن وانقطع عنها المحيض منذ زمن ان تخفف من ملابسها بسبب شده الحر وكيف يكون ذلك؟


الجواب بعون الله :

يقول الله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60]

والقواعد جمع قاعد، وهي المرأة التي بلغت من السن مبلغاً يجعلها لا تشتهي، ولا تُشتهى، ففي تفسير القرطبي: قال ربيعة: هي التي إذا رأيتها تستقذرها من كبرها. انتهى.

والمراد بالثياب في قوله (أن يضعن ثيابهن) هو الثياب الظاهرة -العباءة والجلباب-وليس المراد كشف العورات، قال الألوسي: يعني الثياب الظاهرة التي لا يفضي وضعها لكشف العورة كالجلباب والرداء والقناع الذي فوق الخمار.


قال الجصاص في تفسيره: (لا خلاف في أن شعر العجوز عورة لا يجوز للأجنبي النظر إليه كشعر الشابة، وأنها إن صلت مكشوفة الرأس كانت كالشابة في فساد صلاتها، فغير جائز أن يكون المراد وضع الخمار بحضرة الأجنبي)

إلى أن قال: (وفي ذلك دليل على أنه إنما أباح للعجوز وضع ردائها بين يدي الرجال بعد أن تكون مغطاة الرأس، وأباح لها بذلك كشف وجهها ويدها لأنها لا تشتهى، وقال تعالى: (وأن يستعففن خير لهن) فأباح لها وضع الجلباب وأخبر أن الاستعفاف بأن لا تضع ثيابها أيضاً بين يدي الرجال خير لها) انتهى.

ومعنى قوله: (غير متبرجات بزينة) غير مظهرات للزينة لينظر إليهن. قال ابن العربي في أحكام القرآن: أي غير مظهرات لما يتطلع إليه منهن، ولا متعرضات بالتزين للنظر إليهن، وإن كنَّ ليس بمحل ذلك منهن، وإنما خص القواعد دون غيرهن لانصراف النفوس عنهن" انتهى.

جاء في الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).

قال ابن العربي: وإنما جعلهن كاسيات لأن الثياب عليهن وإنما وصفهن بأنهن عاريات لأن الثوب إذا رق يصفهن، ويبدي محاسنهن؛ وذلك حرام.


والله اعلم

الشيخ منصور بنوت


2-السلام عليكم ،ما حكم الزوجة التي رأت رؤيا بأن تتحجب ورفض زوجها الحجاب؟ هل تتعاقب هيا وما عقاب زوجها اذا رفض حجابها؟ وهل يجب ان تتحجب بغير رضا زوجها؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


فإن الواجب على المؤمنات هو لزوم الستر وتغطية الرأس وسائر البدن عن غير المحارم لقوله : (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ). [ الأحزاب: 59].

فالذي ننصح الاخت به هو أن تبذل كل ما في وسعها لإقناع زوجها حتى يرضى بالتزامها بالحجاب،وان تبين له أن جمالها له وليس للعرض للغير .

وأن من واجبه أن يكون عونا لها على الحجاب بحكم أن الله تعالى ولّاه المسؤولية، قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا] (التحريم: 6).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه.

فإن كف عن مطالبتها بعدم الحجاب فالتحمد الله تعالى وإلا فأنصحها بمناقشة الأمر معه برفق ، والاستعانة بأهل الخير والصلاح من أهلها وأهله لإعلامه بحكم الله في المسألة وتحذيره من مشاقة الله ورسوله ، فإن الله تعالى يقول : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم ). [النور: 63].

وقال تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً ). [ الأحزاب: 36].

وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة قد حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث

ومنها ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدًا: الديوث، والرجُلَة من النساء، والمدمن الخمر، قالوا: يا رسول الله: أما المدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله، قلنا: فما الرجُلَة؟ قال: التي تتشبه بالرجال ،

وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يقبل الله من الصقور يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً، قلنا: يا رسول الله: وما الصقور؟ قال: الذي يدخل على أهله الرجال .

وليبينوا له أنه ان لم يوافق على حجابها فهو ممن لا ينظر الله اليه يوم القيامة ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا لانه أعطى نفسه صفة (ديوث)

وتطلق كلمة ديوث على كل من أقر الخبث في كل من له ولاية عليه؛ من زوجته وبنته وأخته ونحو ذلك، ومن الخبث كشف عورة أمام أجنبي. والرأس والشعر من العورات.

والا إن أصر فلا يجوز لها أن تطيعيه في عدم الحجاب ولا طاعة له لقوله صلى الله عليه وسلم :لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ولتثق الأخت إن ربها سبحانه وتعالى لن يضيعها كيف! وهو القائل سبحانه: [وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً] (الطلاق: 4).

ونسأل الله أن ييسر لها أمرها وأن يقيها الفتن ما ظهر منها وما بطن .


والله أعلم .

الشيخ منصور بنوت


3-السلام عليكم هل خال الام وعمها يعد من المحارم على الابنة ؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

الجواب: مستعينا بالله.

فإن خال أو عم الأم يعتبران محارم للبنت، فيجوز لها خلع الحجاب عندهم، وذلك لأن الله تعالى ذكر العمات والخالات في المحارم في آية سورةالنساء فقال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُم [النساء:23] فدل ذلك على أن الأعمام والأخوال يعتبرون محارم للبنت، ويدخل في العمات عمة الأم وعمة الأب، ويدخل في الخالات خالة الأم وخالة الأب، كما ذكر ذلك ابن تيمية في الفتاوى، فهذا دليل على أن كلاً من خال الأم وعمها وخال الأب وعمه محارم للبنت.

والله أعلم.

الشيخ منصور بنوت