1-هل الانتحار حرام على جميع المذاهب وهل ايضا لا يصلى عليه ما الحكمة من ذلك؟ فهناك اخت تسأل عن هذا الموضوع وشكرا لكم.
الجواب:
أقول مستعينا بالله.
الانتحار حرام وهو كبيرة من كبائر الذنوب اذا فعلها الانسان وهو بكامل وعيه سواءا كان القتل بالسيف اوبالرصاص او بالتعاطي للادوية الزائدة او المخدرات عامدا لقوله تعالى:((وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنِ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)) الاية يدخل فيها قتل الغير وقتل نفسه.
ولما قاله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا )متفق عليه.
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) متفق عليه.
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَبْدِي بَادَرَنِي بِنَفْسِهِ ، حَرَّمْت عَلَيْهِ الْجَنَّةَ )متفق عليه
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب في الاخرة بمثل ما قتل نفسه به .
وأما الصلاة عليه فقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر ، عقوبةً له ، وزجراً لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم .
قال النووي :
" المَشاقص : سهام عراض .
وقد استدل بهذا الحديث البعض في عدم الصلاة على قاتل النفس لانه قاتل لنفسه وهو لم يرحمها فمن باب اولى ان لا يصلى عليه الناس لعصيانه , وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي.
وقال الجمهور (( مالك وأبو حنيفة والشافعي )) يصلى عليه , وأجابوا عن الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجرا للناس عن مثل فعله , وصل عليه الصحابة . شرح مسلم
والراجح الصلاة عليه.
والمنتحر هو إنسان يائس ولا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون أي الكافرون بالنعم فلو نظر الإنسان إلى ما في نعمة واحدة لما احصاها وحتى البلاء والمحن لو يدري الإنسان ما فيه من الأجر والثواب لعلم أن البلاء هو نعمة ولكم في قصة سيدنا يوسف عليه السلام عبرة حيث القي في الجب ثم إلى السجن حتى يصل إلى( ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا))
وقال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وحسنه.
والله اعلم
الشيخ منصور بنوت